زوجي وفتاة الجوال

السؤال

السَّلام عليكم.

إخواني، اكتشفتُ منذ فترة أنَّ زوجي يكلِّمُ فتاة هاتفيًّا، وأنَّ هذه الفتاة قد فتنتْه، علمًا بأنَّه وعدني ألا يكلمها، ثُمَّ اكتشفتُ أنَّ لديه شريحة أخرى كنت أجهلها، وكانت مخبَّأة في السيارة، لا أدري ماذا أفعل؟ هل أواجُهه؟ أم أتغافلُ عن ذلك؟

 

فلقد تعبت من هذا

الجواب

أهلاً عزيزتي، إيجازُك واختصارُك منعنا من تصورِ الوضع بدقةٍ أكثر، فكم مدة زواجِكم؟ وكم الفترة بين المشكلةِ الأولى وبين اكتشافِك للشريحة؟

أولُ أمرٍ نؤكِّدُ عليه هو أنَّ ما يفعله زوجُك أمرٌ محرَّم ومرفوض شرعًا وعرفًا، ولا تقبلُه المرأة من زوجِها، تمامًا كرفض الرجل له من زوجتِه، لكن على كلٍّ فالحلُّ ليس في المواجهة، فربَّما زادت الطين بِلَّة، وخلقتْ بينك وبين زوجِك مشكلةً أكبر؛ توصلكم لما لا يُحمدُ عقباه، وأيضًا ليست في “التجاهل”؛ لأنَّه قد يزيد الفجوةَ بينك وبين زوجِك ويوسعها؛ فأكبر المشاكلِ أحيانًا تكون بسببِ أمورٍ صغيرة وبسيطة لم ننتبه لها، سكتنا عنها لأنَّنا لم نرد إزعاجَ الطرفِ الآخر بها، أو ظنَّنا أن لا مجالَ للتحسُّنِ والتغيير، ولكننا لم نستطع أن نتخلص من إلحاحها وحاجتنا إليها، فبحثنا عن ما يريحنا ويشعرنا بالسكينة، سواء كان مباحًا أم حرامًا.

قد يحصل هذا الأمرُ دون أن ندركَ عَلاقةَ الأمرين ببعضهما؛ أي: إننا لا نربطُ بين ما يزعجُنا وما نقوم به، ونظنُّ أنَّهما أمران منفصلان، الأفضلُ لكِ يا عزيزتي أن تبحثي عما يحبه زوجُك فيك، وتتلمسي رغباتِه وتلبِّيها له، اجلسوا معًا جلسةً ودية ودافئة، وليقلْ كلٌّ منكما ما يريدُه وما يزعجه أو يضايقه من الآخر، بحبٍّ وودٍّ وهدوء، دون اتهام أو تجريح.

عزيزتي، إذا كنتم لا تزالون في بدايةِ زواجكما، فقد يكونُ هذا الأمرُ مما بقي من حياةِ العزوبية، ولم يستطعْ التخلُّصَ منه بعدُ، وطالما أنَّه وعدك في المرةِ الأولى وعاد، فساعديه هذه المرةَ دون أن يشعر، تفنَّني بحبِّك ودلالك له وعليه، واجعليه يعشقكِ ويشتاق إليك كلما غبتِ عنه، أمَّا إن كان قد مرَّ وقتٌ طويل على زواجِكما، فالمللُ شيء وارد، والاعتياد والروتين يقتلُ كلَّ شيءٍ جميل من حولنا، فحاولي أن تجدِّدي وتغيري بعضَ الروتين الذي اعتدتما عليه، اذهبا في إجازةٍ قصيرة وحدكما، ولمكانٍ شاعري وجميل يجدِّدُ حبَّكما ويعيدُ اللذةَ لعلاقتكما، قوموا معًا بأمورٍ لم تقوما بها من قبل، واستمتعا معًا بخوضِ تجربة المرَّةِ الأولى، هذا ما لديَّ، وسأترك الباقي لكِ؛ فأنتِ أدرى بزوجِك وبحياتك وبما يسعدكما، ويضفي البهجةَ والسحر على حياتِكما من جديد، فالحبُّ له سطوةٌ تُحيلُ كلَّ شيء باهت من حولنا إلى جمالٍ وروعة، ويضفي عليه شيئًا من سحر القمر، مهما نتأمَّلُه لا نملُّه ولا نسأم منه.

ابحثي عنها جيدًا، واستمتعي بها من جديد، وفقكما الله ورزقكما الحبَّ والمودة والطمأنينة، وجعلكما قرَّةَ عينٍ وسكنًا لبعضكما.

__________________________________________________

بواسطة : أ/ شريفة السديري.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*